Loading the content... Loading depends on your connection speed!

img

قاعة الأعمال المعدنية

تصنف الأعمال المعدنية على درجة عالية في سلم تدرج الفنون الإسلامية، على الرغم من ذلك فإن أغلب القطع التي استطاعت البقاء قد صنعت قاعدتها من معدنيين أو أكثر، ومن الواضح أن هذه القطع كانت ذات أهمية كبيرة في ذلك الوقت، وغالباً لم تكن هناك آنية ذهبية أو فضية. إن الأعمال النحاسية والبرونزية تكشف لنا صوراً عن الإبداع الهائل والقدرة التقنية التي كان يتحلى بها صناع الأعمال المعدنية، فالعديد من القطع المعدنية وقعت من قبل صانعيها، مما يعطي انطباعاً بأنهم كانوا ذوي سمعة كبيرة في زمانهم، فالإنطباع الذي تركوه كان هائلاً، مما أثر على الأعمال الأخرى مثل السيراميك.

أثناء الفترة الإسلامية المبكرة أنتجت إيران بعضاً من أجود الأعمال المعدنية التي شاهدها العالم، حيث استمر أصحاب هذه المهنة الذين كانوا حديثي الإعتناق للإسلام في استخدام التقاليد الساسانية، مما أدى إلى إنتاج آنية متطورة عظيمة، حيث كانت أعظم إنجازات الأعمال المعدنية هي البطانات الذهبية، الفضية والنحاسية الرائعة، وواصلت الأعمال المعدنية المطعمة تطورها أثناء القرنين التاسع و العاشر وبلغت ذروتها خلال القرون التالية، حيث ملأت النقوش الخطية ومشاهداً من الحياة اليومية سطوح الأجسام من القدور إلى المحابر، إضافة إلى صنع معلقات الحائط المزخرفة بالألوان والنغمات المفعمة بالحياة.

بدأ فن التطعيم بالإنحدار في القرن الرابع عشر الميلادي، على الرغم من بعض الأعمال الرائعة التي صنعت في إيران لاحقاً، وقد تطورت أنواع مختلفة من الأعمال المعدنية في كافة أنحاء العالم الإسلامي، إذ أن الهند أنتجت كميات كبيرة من سلع البيدري (تنسب الى مدينة بيدار بالهند) والتي طعمت الآنية والأعمال المعدنية من السبائك النحاسية، والتي تكون غالبا ذات نهايات مذهبة.

أما في الصين، فإن السبائك النحاسية تم استكمالها بواسطة الطلاء، بينما ركز الصفوييون في إيران على الفولاذ والنحاس مع إضافة الصفيح في أغلب الأحيان، كما اعتمدت المساهمات العثمانية بشكل كبير على المساحات الكبيرة من النحاس المذهب.

مهارات صناع الأعمال المعدنية

خلال القرن الثالث عشر ظهرت مدرسة جديدة في الموصل (العراق الحديث) أخذت تنافس الخبرة الإيرانية، إلا أن الغزو المغولي لبلاد ما بين النهرين دفع بالحرفيين باتجاه الغرب، حيث كان حكام المماليك في مصر وسوريا من كبار رعاة الحرف والحرفيين، حيث أصبحت النقوش والشعارات الخاصة من السمات الأساسية التي تتضمن معلومات مفيدة عن الرعاة الذين تكفلوا بهذه الأعمال الفارهة.

هناك أعداداً كبيرة من الأباريق والأحواض وصناديق الأقلام والشمعدانات قد صنعت بإتقان وبراعة.

كما هو الحال مع الأعمال المعدنية المطعمة بأجزاء أخرى من العالم الإسلامي منذ عصر بعيد فإن كثيرا ًمن محتويات المعادن مازالت لها قيماً ثمينة.