القاعة الصينية
إن صلة الإسلام بالصين صلة قديمة، فقد بلغ الإسلام الذروة في الصين خلال المملكة الوسطى أثناء حكم أسرة مينج والذي يمتد من عام 1368م وحتى عام 1644م، والتي اكتسب المسلمون خلالها تأثيراً سياسياً لم يسبق له مثيل، حيث أدى التقاء أعظم قوتين في ذلك العصر إلى تبادل بعيد المدى على الصعيدين الثقافي والتقني.
كان الورق عنصراً طبيعياً مهماً في تكوين المخطوطات وقد وصل للعالم الإسلامي عن طريق الصين في منتصف القرن الثامن. كمايعتبر فن الخط عبارة عن فن مقدس في الصين، وهو مما يشترك فيه مع العالم الإسلامي رغم بعض الإختلافات في إنتاجاتها التي تميزها عن باقي مناطق العالم الإسلامي؛ حيث يتميز النمط الصيني باستعمال الفرشاة مع الحبر في حين يتميز الخط الإسلامي باستعمال القلم المقصوص في الخط المحقق ذو الإنحناءات والزوايا الطويلة الشكل. إن القرآن الصيني عادةً ما يقسم إلى 30 جزءاً يقع كل جزء في كتاب مستقل.
كانت سلع السيراميك التي تصنع في الصين لا يضاهيها أي منتوج على الإطلاق في العالم، حيث تتراوح هذه السلع ما بين السلع ثلاثية الألوان لعهد تنغ والتي تتمثل في الزجاج الأصفر والأخضر والأبيض منتهية بالزجاج الأخضر المزرق، إلا أن الفخار الأزرق والأبيض يعتبر من أشهر سلع الفخار القادمة من الصين، وكان يتم تزيين الفخار المعد للتصدير للعالم الإسلامي بالنقوش الإسلامية.
معلقات الخط العربي الصيني
والآن نسلط الضوء على معلقات الخط العربي الصيني. تعرض هذه المعلقات الجدارية الإستخدام الجريء للفرشاة عوضا عن دقة قلم والقصبة، وتتميز هذه المعلقات بدمج الخط العربي مع الثقافة الصينية في استعمال الحروف العربية على أشكال الفواكه و الأزهار كما تتميز أيضا باستعمال اللون البرتقالي والأحمر كأحد رموز الحضارة الصينية، بالإضافة إلى صور لسيف النبي صلى الله عليه وسلم ممثلة الطراز الإسلامي التقليدي البحت.