قاعة عالم الملايو
يمتد عالم الملايو على شكل قوس يبتدئ بجنوب تايلند، ماراً خلال شبه جزيرة الملايو وسومطرة، وصولاً إلى جزيرة جاوا وسولاويسي وجنوب الفلبين، حيث كان يعتبر هذا الأرخبيل الحدود الشرقية للعالم الإسلامي للـ 500 عاما الماضية، وتتألف فنون المنطقة من العديد من التقاليد التي تتلائم مع وفرة الارض الإستوائية.
لعدة قرون كانت منطقة جنوب شرق آسيا جزءاً من أعظم طريق تجاري شهده العالم، وبصورة فاقت طريق الحرير من ناحية الكم والنوع، حيث كان يعتبر مكان التقاء العديد من الإمبراطوريات الآسيوية المختلفة، إضافة إلى القوى التجارية الجديدة التي ظهرت في الغرب. وسط هذه التأثيرات العالمية كان الاسلام يقود ثقافة من الترف المقيد، حيث نجد العديد من المواضيع المختلفة مثل النباتات المتجددة، فقد وجدت الفواكه و السحب في أنواع مختلفة من الأعمال الفنية؛ مثل المنسوجات والتي اتخذت في الغالب درجة معينة من الأفكار التجريدية مما مكن من تصنيفها في مجال الهندسة البحتة. وبالتوازي مع ذلك فقد استخدم خط اليد لإعطاء صورة أكثر وضوحاً عن تعابير الإعتقادات الدينية، فقد أضافت المواد التي صنعت منها هذه الملابس قيمة فنية، حيث عكست الخيوط الذهبية والحرير المصبوغ المربوط بإتقان المكانة الأصلية المرموقة لهذه المنتجات.
إن فنون المخطوطات القرآنية بجنوب شرق اسيا حظيت باهتمام أقل من المنسوجات، والتي يمكن تمييزها مباشرة من خلال لفائفها النباتية ومواضيع الأزهار الأخرى التي تظهر إمتنان الإقليم للطبيعة. أما لوحة الألوان فهي متميزة أيضاً، فرجع الصدى مع التباينات المتقاربة للون الأحمر والأصفر والأسود مزينة بالذهب على المخطوطات للقصور الملكية.
إن الحرف الخشبية والمعدنية تعتبر من التقاليد الأخرى التي اشتهر بها عالم الملايو، وقد أعطى عالم الطبيعة الإلهام لتزيين المواد سواء كانت للإستخدام الدنيوي كصحون الطعام أو للإستخدام الديني كشبابيك المحاريب والمشربيبات وصناديق القرآن.
إن حيوية المفهوم ونوعية التنفيذ كانت تحتل جزءاً كبيراً من الحرف في عالم الملايو، وينطبق هذا بشكل خاص على الأدوات المستخدمة في الضيافة، والتي غالباً ما تكون على شكل زوج فضي مختار بعناية من أشكال رائعة متناسبة من الصواني والأواني النحاسية.
ملابس الليمار
إن التزاوج المنسجم لألوان قوس قزح في منسوجات الملايو تعتبر غالباً من أفضل الأمثلة التي يمكن مشاهدتها في منسوجات الكاين ليمار المحاكة بشكل رفيع، وقد كانت هذه المنسوجات تنتج أساساً في ولايتي ترينجانو وكلنتن الواقعتان عل الساحل الشرقي من شبه جزيرة الملايو، بينما ترتبط هذه الملابس الآن بسلطنة ترينجانو، إلا أن هذه الملابس كانت تعبر في الماضي جزءأً من البدلة الرسمية الملكية في أرخبيل رياو ولينجا. كان الكاين ليمار يحاك فقط من الحرير إلا انه يتم تزيينه ببعض الأحيان بإضافة الذهب بشكل عرضي لينتج ملابساً رائعة تعرف بـليمار بيرسونجكت.
السونجكت
كان السونجكت في فنرة من الفترات حكراً على الملوك والأستقراطيين، وما زالت الملابس الذهبية مثل السونجكت تحمل الكثير من الفخر في العديد من ثقافات جنوب شرق آسيا. إن قوة النسيج تساعد على لف السونجكت حول الجسم، وعادة ما تضعه النساء فوق أكتافهن أو يلبسه الرجال عن طريق لفه بإحكام حول الخصر كجزء من الزي الرسمي. وما زال السونجكت محتفظاً بشعبيته في الثقافة الملاوية حتى اليوم.
باتيك بيرتوليس
إن منسوجات باتيك بيرتوليس غالباً ما يكتب عليها آيات قرآنية تستخدم للوقاية لحد كبير، وكانت هذه الملابس أساسية في الحياة اليومية والاحتفالات والطقوس الدينية للجاليات الإسلامية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. وكان لباتيك بيرتوليس العديد من الإستخدامات حيث كان يستخدم كملابس رئيسية للرجال أو تلف على الجسم باعتبارها قماش كتف للنساء، أما الإستخدامات المحتملة الأخرى فقد كانت عبارة عن استخدامات مؤقتة كأغطية للتوابيت أو القبور في الطقوس الجنائزية او طقوس الإعلام أو اللافتات.
الخناجر
والآن نسلط الضوء على الخناجر. تعتبر الخناجر من أكثر الأسلحة تبجيلاً في عالم الملايو، وأصبحت رمزا ًللهوية الوطنية في ماليزيا.
كانت هذه الخناجر ذات النصال المتموجة بشكل متميز تمثل روح المحاربين في جنوب شرق آسيا، وسواء قصد استخدامها في الاستعمالات الرسمية أو العملية فإنها تعبر دائما عن القوة والهيبة.
إن المفاخر البطولية المدهشة لا تزال تنسب الى الخناجر، والتي يعتقد أنها قادرة على كل شيء ابتداء من بكاء الدموع إلى الطيران دون عناء لقتل الضحايا، إضافة إلى مقابض الأغماد والأنصال التي صنعت بإتقان لضمان نفاذها بشكل ممتاز، تعتبر بدون شك دليلاً على جودة صناعتها.