قاعة الخزف
يعتبر الخزف أحد نجاحات العالم الإسلامي الفنية الملونة، ففي مختلف الأوقات والأماكن قام الخزفيون المسلمون بصنع السلع ذات الأصالة الرائعة، وقد تأثر الخزف الإسلامي بالعديد من المؤثرات التي جائت من اتجاهات عديدة وبشكل رئيسي من الصين، إلا أن النتائج كانت فريدة بالنسبة إلى الثقافات التي انحدرت منها، فمن تقشف الطاسات النيسابورية المخطوطة إلى الآنية الخزفية الغالية اللماعة من كاشان حيث يوجد نشاط وحماسة واضحة لجعل هذه الأعمال في مصاف الإبداعات الخاصة. إن غياب طين الكاولين في العالم الإسلامي كان مصدر قلق للخزفيين الذين أعجبوا بخفة وشفافية الخزف الصيني؛ إلا أنه في النهاية لم يعق هذا الأمر مهارة الخزفيين من محاولة استنساخ العناصر الأخرى من تقاليد السيراميك وأنتجوا أشكالاً جديدة والتي بدورها قلدت خارج حدود العالم الإسلامي.
واصل الخزفيون أثناء العصر الإسلامي المبكر استعمال العديد من التقنيات التي وجدت قبل فترة طويلة، ففي بلاد ما بين النهرين كان هناك إعادة اكتشاف للتقنية القديمة عن طريق دمج أكسيد القصدير مع أطباق الزجاج، وعندما طبقت التقنية على أجسام الفخاريات جائت النتائج قريبة من شكل الخزف، أما التطور الآخر في بلاد ما بين النهرين خلال القرن التاسع كان تطوير السلع البراقة عن طريق إعطائها تأثيراً معدنياً والذي انتعش في عدد من المناطق الأخرى. فمن وجهة نظر تزيينية كانت أبرز الإنجازات تميزاً في هذا العصر تتمثل في إضافة الخط العربي، والذي كان يتميز بروح إسلامية محضة؛ إذ إن هذه الأداة البسيطة قد حولت الآنية الخزفية إلى إعلان رائع عن الإيمان.
بلاط الإزنيك
والآن نركز الضوء على بلاط الإزنيك، ركزت الدولة العثمانية بصورة مختلفة على سيراميك الإزنيك، والذي سيذكره التاريخ كأحد أهم إنجازات العثمانيين في مجال السيراميك. وكان بلاط الإزنيك يعتمد على تصاميم الزهور القاتمة اللون بصورة كبيرة مقارنة باستخدام الخطوط.
بعد استخدام التزيين باللونين الأزرق والأبيض خلال القرن الخامس عشر الميلادي، شهدت المئتي سنة التالية ظهور مواضيع الزهور وغيرها من المواضيع المطلية بألوان حية مرسومة ومصبوغة بأيد ماهرة حيث عاد البلاط مرة أخرى ليصبح عنصراً هاماً في المباني في كافة أرجاء الإمبراطورية العثمانية، حيث زينت المباني بأنماط مدهشة عن طريق تكرار البلاط أو جعله جزءاً من أنماط ذات حجم أكبر.